
لو تأملت أشهر المواقع في العالم “قوقل ، تويتر ، فيسبوك ، بنغ ، مايكروسوفت ، ياهو ، امازون ، ايبي” لوجدتها جميعاً شركات أمريكية وبأموال أمريكية. سيطرة أمريكا على أشهر مواقع الإنترنت التي يرتادها كل سكان العالم تقريباً أمر غير مستغرب على بلد مؤسسات يدعم الأفكار الجديدة ويحميها بالحقوق والقوانين.
هل لتطبيع نظام الحماية الفكرية بشكل دقيق أثر في كثرة المواقع والشركات الأمريكية التي تدير العالم؟ ، ربما. لكن لو سألتني عن السبب من وجهة نظري فهو الدعم المادي الذي تتلقاه هذه الموقع والدعم الحكومي هو سبب تفوق المواقع الأمريكية على باقي العالم ، ولا ننسى موقف الحكومة الأمريكية المؤيد لمحرك البحث قوقل في مشكلته الأمنية مع الصين قبل أشهر ، وكيف أن التدخل الأمريكي في القضية كان على أكبر الأصعدة.
ربما نجد العذر للدول العربية لعدم دخول المنافسة على سوق الإنترنت العالمي لأسباب لا تخفى على أحد من أهمها غياب الحماية الفكرية ، قلة الدعم المادي ، إنعدام الدعم الحكومي للمشاريع الصغيرة والناشئة. لكن دول متقدمة ولديها كافة مقومات النجاح هي التي يستغرب عدم دخولها خط المنافسة على الإنترنت مثل “ألمانيا ، فرنسا ، اليابان ، وباقي دول الإتحاد الأوروبي” فكل هذه الدول تتوفر فيهما مقومات النجاح لأي موقع من خلال الدعم والحماية والوعي المحلي. لكن نجد هذه الدول لا تملك حتى موقع وطني يجتمع فيه رواد الإنترنت في تلك الدولة غير مواقع القنوات التلفزيونية والصحف المحلية.
أستثني من ذلك الصين ، التي إستطاعت أن تجعل لنفسها مواقع وطنية تقدم خدمة محلية مميزة ، مثال ذلك محرك البحث الصيني الأشهر baidu.com والذي يعتبر أكبر محرك بحث باللغة الصينية ، والفرق بينه وبين أي محرك بحث محلي أخر هو أن الصينيين يستخدمون هذا المحرك فعلاً في نشاطهم على الإنترنت بشكل يومي على أن الموقع ترتيبه على مواقع العالم هو السادس ، وهذا يدل على كثرة مستخدميه. يوجد دول قامت بعمل محرك بحث محلي بلغتها الرسمية ولكن لا أحد يعتمد عليه ولا يستخدمه إلا القليل.
إذا أردنا دعم المواقع والأفكار العربية الناشئة للوصول بها إلى العالمية فيجب أولاً أن نجد مصدر مالي يتم من خلالة دعم هذه المشاريع الواعدة والتي من الممكن أن تصل للعالمية لو وجدت بعض الدعم المعنوي والمادي. هذا الدعم من الممكن أن يأتي من خلال مؤسسات الخدمة العامة والشركات التجارية. الشباب العربي المبدع كثير والأفكار لا تنتهي ، القليل من الدعم سيصل بأحد المواقع العربية للعالمية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق